مُقابلة رافاييل بينيتيز مع الموقع الرسمي لريال مدريد |
مرت أسابيع قليلة منذ تقديمك الرسمي مديرا فنياً لفريق ريال مدريد ما هو شعورك بالعودة من جديد للتدريب في ريال مدريد، وهذه المرة، مدربا للفريق الأول؟
من الصعب التعبير عن ذلك ببضع كلمات، لكن أذكر انه تم الحديث في ذلك اليوم عن "عودة احد رجالات ريال مدريد إليه"، عن تحقيق حلم، عن عودتي إلى منزلي وأمور مشابهة، وعليّ القول بأن الحقيقة هي مزيج من كل تلك الأمور. في يوم تقديمي في البرنابيو، مرت ببالي جميع التدريبات التي أدرتها في الملعب الترابي الصغير حيث تقع اليوم " La Esquina del Bernabéu"؛ الساعات الطويلة التي قضيتها في صالة الألعاب الرياضية التي كانت تقبع تحت إحدى الممرات المؤدية للملعب؛ السباقات التي كنا نجريها في شارع "كاستيانا" عقب انتهاء التدريبات في المدينة الرياضية القديمة للوصول سريعا إلى الملعب واحتلال الصفوف الأولى "وقوفا" في المدرج الثالث لمشاهدة الانتفاضات المذهلة للفريق الأول. باختصار شديد، تزاحمت الذكريات وتفجرت في ثوانٍ قليلة، وهو أمر جعلني أدرك النمو الكبير الذي حققه هذا النادي وعظمته المذهلة.
بالحديث عن عظمة نادي ريال مدريد ورقيّه، ما رأيك بمدينة ريال مدريد؟
أضحت في طيّ النسيان التدريبات في المدينة الرياضية القديمة، الملاعب الترابية وتقاسمنا جميعا ست كرات، تلك المنازعات، عندما كنت أدرب فريق الشباب، لاستخدام الملعب العشبي عندما لم تكن تمطر. لحسن الحظ أم لا، ولخبرتي وسني، فقد رأيت كثيرا من المراكز الرياضية الجيدة. لكن مدينة ريال مدريد في بالديبيباس مدهشة حقا؛ جودة الملاعب، غرف تبديل الملابس، الصالات الرياضية، المكاتب، مقر إقامة الفريق الأول، مقر إقامة فرق الشباب، تمكن الاعتناء بتفاصيل كثير ومدهشة، وإلى ذلك يضاف أمر آخر هو الكفاءة المهنية والودية التي يتمتع بها الموظفون. أنا أتطلع لعيش التجربة اليومية في مدينة ريال مدريد.
نعرف بانك من ليفربول، حيث تقضي بضعة أيام مع عائلتك، على تواصل دائم مع النادي. كيف تقيّم هذه الأيام الأولى من العمل؟
هاتفني منذ أيام قليلة صديق لي ومدرب انجليزي وقال لي: "إن يوم الأب لكننا نحن نعمل دائما". وتلك هي الحقيقة بشكل ما. بعد غيابي لمدة عامين عن منزلي أحاول قضاء أطول وقت ممكن مع زوجتي وابنتي. ولكنني في الوقت نفسه أنسّق مع فريق العمل كل تفاصيل هذه المغامرة الجديدة. نجتمع ونتحدث إلى رؤساء الإدارات المختلفة للاستماع إلى المقترحات، لنقل أفكارنا والشروع باتخاذ القرارات. ففي قسم التحليل مثلا؛ احتياجاتنا لجولة استراليا وآسيا، اللاعبين المتوفرين للسفر، إلخ. هناك أمور كثيرة تتطلب اهتمامنا الفوري ونحن نستعد لها. لحسن الحظ، فإن الخبرة الطويلة للمهنيين في النادي، جنبا إلى جنب مع خبرة الواصلين الجدد في الطاقم الفني، يتيح يلنا تنظيم الأمور وتنسيقها بأفضل شكل ممكن.
تحدثت عن ترتيبات الجولة في استراليا وآسيا. كيف ترى جولتك الأولى على رأس فريق ريال مدريد؟
أنا متحمس جداً واشعر بمسؤولية تقديم هذا الفريق حول العالم. ندرك تماما ما يمثله هذا النادي بالنسبة لملايين المشجعين في جميع القارات. علينا، نحن المهنيين، ان نجمع بين الحضور العالمي لهذا النادي وبين استعدادات ومتطلبات الفترة التحضيرية للموسم. وعليّ الاعتراف بأن التوفيق بينهما ليس بالأمر السهل. إن عالمية ريال مدريد تحملك إلى سيناريوهات كهذه، وهو أمر شائع في أندية النخبة، ولكن اسمحوا لي ان انوه مجددا بالخبرة. لقد قمنا بجولات كهذه مع نوادٍ أخرى، وكان التنظيم مفتاح نجاحها، وستكون الأولوية للجوانب الرياضية. إن المرافق وشروط التدريب هما أمران هامان جدا بالنسبة لنا، وكذلك سنحاول تقليص ساعات السفر كل يوم، ومراعاة أوقات الاستراحة بين الالتزامات مع الجهات الراعية، إلخ. باختصار، هي بعض التفاصيل التي أؤكد، من جديد، على ان المهنيين في النادي أظهروا كفاءتهم الرفيعة في تنظيمها. سنحاول استغلال كل الوقت المتاح لنا للتعرف على بعضنا أكثر والتوفيق، كما قلت سابقا، بين الأهداف الرياضية والحضور العالمي لريال مدريد.
بخصوص الأهداف الرياضية، هل لديك فكرة عن الطريقة التي سينتهجها ريال مدريد في اللعب؟ ما هو النموذج الذي سنراه؟
كما قلت سابقا في يوم تقديمي في البرنابيو، فإن اللاعبين هم من يرسمون إلى حد كبير أسلوب اللعب. لدينا مهاجمون أقوياء، وعليه فإن فكرة اللعب ستكون هجومية. علينا التمييز بين نماذج اللعب وأنظمته. يعتقد كثيرون بان توزيع اللاعبين في الملعب وفق 1-4-4-2، أو 1-4-3-3، هي نماذج للعب، ولكنه ليس كذلك. إن نموذج لعبنا سيعتمد بشكل أساسي على كرة القدم الهجومية، السيطرة على الكرة ما دام ذلك ممكنا، الهجوم مع التحريك السريع للكرة، العدوانية الإيجابية والتكيّف مع عدة أنظمة لعب إن لزم الأمر. سنحاول فرض أسلوب لعبنا ولكنه علينا في الوقت نفسه أن نكون قادرين على التعامل مع بدائل أخرى إن اقتضى الأمر. ذلك هو الفرق بين نموذج اللعب، الذي سيكون هجوميا بشكل أساسي بالنسبة لنا، ونظام اللعب، الذي سيتم على أساسه توزيع اللاعبين في الميدان.
كما قلت سابقا في يوم تقديمي في البرنابيو، فإن اللاعبين هم من يرسمون إلى حد كبير أسلوب اللعب. لدينا مهاجمون أقوياء، وعليه فإن فكرة اللعب ستكون هجومية. علينا التمييز بين نماذج اللعب وأنظمته. يعتقد كثيرون بان توزيع اللاعبين في الملعب وفق 1-4-4-2، أو 1-4-3-3، هي نماذج للعب، ولكنه ليس كذلك. إن نموذج لعبنا سيعتمد بشكل أساسي على كرة القدم الهجومية، السيطرة على الكرة ما دام ذلك ممكنا، الهجوم مع التحريك السريع للكرة، العدوانية الإيجابية والتكيّف مع عدة أنظمة لعب إن لزم الأمر. سنحاول فرض أسلوب لعبنا ولكنه علينا في الوقت نفسه أن نكون قادرين على التعامل مع بدائل أخرى إن اقتضى الأمر. ذلك هو الفرق بين نموذج اللعب، الذي سيكون هجوميا بشكل أساسي بالنسبة لنا، ونظام اللعب، الذي سيتم على أساسه توزيع اللاعبين في الميدان.
يتساءل المشجعون عما إذا كنت ستجري تغييرات في مراكز بعض اللاعبين في الملعب ؟
كما قلت سابقا، فإنني، منذ اللحظة الأولى، أعمل مع فريق العمل الفني على متابعة اللاعبين والتواصل معهم. وعليه، فإن يتوجب عليّ القول، بان استعدادهم جميعا للعمل، سيرخيو، إيكر، كريستيانو، بيل، بيبي، فاران... جمعهم دون استثناء، كانوا رائعين. إن أول خطوة قمت بها كانت الاستمتاع إليهم، معرفة حسنات وسيئات الموسم الفائت، معرفة مشاعرهم، ما يمكنهم، وفق آرائهم، تحسينه، وما يودون تغييره أو القيام به. وهو الأمر ذاته الذي قمت به مع جميع المدربين والمهنيين في النادي. واستنادا إلى تلك المعلومات، سنقرر معا أفضل الخيارات للفريق ولكلٍ عل بشكل منفرد. لقد التمست لدى اللاعبين رغبة كبيرة في العمل وقد أخبرناهم بان الطاقم الفني سيقف على كل متطلباتهم. وفي حقيقة الأمر، فإننا على تواصل مع اللاعبين المصابين لكسب كل الوقت الممكن قبل البدء بالتدريبات. أما بالنسبة لموضوع من سيلعب وفي أي مركز، فكما قلت سابقا، علينا ان نكون معا أولا، والتدرب معا، وبناء على ذلك سنتخذ القرارات. إن إيكر، سيرخيو، كريستيانو، إيسكو، بيل، وعلى عكس كل ما يقال، فإنهم لم يتطلبوا اللعب في موقع أو آخر، أضف إلى ذلك باننا لم نحدد بعد نظام اللعب الملائم لمحاولة استغلال أقصى إمكانيات كل لاعب. لا شك بأنه يجب أن يكونوا مرتاحين في الملعب لمنحنا أفضل ما لديهم.
إن فصل الصيف هو فترة الانتقالات والصفقات الجديدة، هل سنرى وجوها جديدة في الفريق؟
طبعا، دانيلو وكاسيميرو، على سبيل المثال، هما لاعبان سيكون لهما دور كبير. يعمل النادي يوميا لمحاولة لرفع مستوى هذا الفريق بضم لاعبين جدد من شأنهم مساعدتنا على مواجهة التحديات المقبلة، ولكن دعني أقول بان تسحين فريق ريال مدريد الحالي أمر صعب للغاية. لقد فاز هذا الفريق بكل الألقاب وأظهر مستوى جودة عالية جدا. ليكن المشجعون على ثقة بان هذا الفريق سيكون على مستوى التنافسية الرفيعة التي يُطالب بها النادي.
هناك لاعبون مازالوا في طور الشفاء من إصاباتهم، هل يقلقك هذا الأمر ؟
ما يهمني هو أن يكونوا جميعا مستعدين في أسرع وقت ممكن. إن ذلك أمر يقلق جميع المدربين. أدركت، منذ اللحظة الأولى، نقطة هامة وواضحة: علينا أن نقوم بكل ما هو ممكن ليتمتع اللاعبون بأفضل حالة بدنية ممكنة لأطول وقت ممكن. ولتحقيق ذلك فإن التواصل والتنسيق الدائمين بين الطاقم الطبي، المعالجين الفيزيائيين، المعدين البدنيين والمدربين أمر أساسي وهام جدا. سيعمل المعدون البدنيون معا وسيكونون على تواصل يومي مع الطاقم الطبي، وسيتبادلون جميع المعلومات والبيانات ليتمتع اللاعبون بأفضل الشروط الممكنة والمحافظة على جودة أدائهم بشكل مناسب. إن التغييرات تتسبب دائما ببعض الاضطراب، لكننا نريد جميعا تقديم الأفضل للنادي لتسير الأمور على خير ما يرام. لا بد أن يكون اللاعبون بأفضل حال ممكن، ذلك هو مفتاح النجاح، وإن الهيكل الجديد سيسعى لتحقيق ذلك الهدف.
تبدو متفائلا وأفكارك واضحة .
أحب أن تكون الأمور كذلك. لقد كنت محظوظا خلال مسيرتي الطويلة ومحاطا بأشخاص مؤهلين وماهرين. نعرف ما هي أهدافنا وندرك كيفية التكيّف مع المواقف المختلفة. إن ريال مدريد نادٍ رائع يتمتع بفريق رائع، وبمستوى تطلب كبير جدا، وهو نادٍ يستقطب نظرات الجميع، ولذلك سنقوم بالأمور بأفضل شكل ممكن وبسلاسة وبذلك ستكون الأمور أسهل قليلا. لقد تعاقد معي النادي لتحمل المسؤوليات وهذا ما سأقوم به، سنحاول خلق بيئة عمل تتيح لنا حصد النتائج. ولذلك فأنا متفائل، لأننا نمتلك الوسائل، القدرات والامكانات، ولدينا الالتزام والتفاني الذين سيساعداننا على تحقيق أهدافنا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق